حقا كنت أأمل أن تكون الحياة أجمل وأجمل .. ولكن كلما أردت أن أحسن الظن فيها .. وأغير نظرتي تجاهها .. عادت إلي تجر ذيول الخيبة والحسرة والأحزان .. عادت لتفتح كتابا قد علته غبرة الآلام .. عادت لتسحب الدمع من عيني سحبا .. عادت لتدمي قلبي دما .. ما أصعب أن أجد نفسي فجأة في دوامة الحياة أدور وأدور فيها كما يدور الحمار في رحاه .. تصوري يا نفسي أن تختار لك الحياة من يشاركك حياتك الباقية ولست أنت .!! تصوري ..!! لم تعد تصورات .. أصبحت جزءا من كنفات الحاضر .. والواقع .. ساعات فقط تفصلك يا نفسي بأن تكون هناك صحيفة تربط بينك وبين شخص لم يختره قلبك .. بشخص لم تبادليه الحب .. بشخص أذاقك من المر الكثير .. وهو الآن يطلبك .. إنه الألـــــــــم.. أو شخص تتجسد فيه معاني ألمي .. أصدقك يا نفسي أم يا دنيا ..؟! أم أصدقه هو .؟! ارجعي للخلف .. ارجعي للوراء يا نفسي .. ابحثي في طيات الماضي .. ربما تجدين ورقة مهملة كتب عليها .. أنا السعادة خلقت من أجلي ..
سوف أغير هذا العالم .. وأجعل الحب والسلام يكسوه .. سأجعل القلوب متحابة .. سألم شمل العشاق .. سأجمع رفات الأحباب .. سأكتب بألوان الطيف كل معاني السعادة والبهجة .. ولتنساب الأماني بين أكتاف الأمل .. هذه كانت نظرتي للحياة .. وكنت أرقب النور في نهاية النفق .. اصرخي يا نفس ولكن في صميمك .. انزلي يادمعتي فهذا مصيرك .. قولي لأحبتي أنتم في القلب خالدون .. مهما مرت الساعات والسنون .. أو حتى قرون .. سأظل لكم وفية وبحبي أبية .. لن أختار يا نفس مصيري .. بل إن قدمي تحذوا خلفه .. سأريح العالم مني .. لا أريد لأحد أن يتألم مثلما أتألم .. لا أريد أن يمر أحد بنفس مأساتي .. لا أريد .. سألقي بنفسي من على ضفة الحياة .. لأرتاح وأريح ضميري الذي سيظل يؤرقني طيلة حياتي .. أنا لم يسل النوم أجفاني منذ أن عرفت طعم درس الألم .. ولكن من يحس بك يا نفس سوا قلمي ..
فاعذريني .. إنني أعلم علم اليقين .. أن القلم لم يكن ليكتب كل ما فيك من جراح وأتراح .. ولكن يبقى مافي نفسي أعمق وأعمق .. أما آن لك يا نفسي أن تستريحي .. ؟! أما آن لك يا قلب أن تصمدا .؟! فترى أراض عني ربي أم معرضا .؟! ألم يفكر الإنسان يوما أن له موئلا .؟! فإما طريق الجنة وإما النار موقدا .. فإني لا أطلب شيئا من هذه الدنيا ..